المدارس العربية في نيجيريا وعدم اندماج خريجيها في سياسة البلاد وإدارتها: أسباب وحلول

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة والعربية والفرنسية - جامعة ولاية كوارا، مليتي- نيجيريا

المستخلص

      المدارس العربية هي أول نظام تعليمي أجنبي تعرف عليها شعب  نيجيريا في إفريقيا الغربية، وقد عرفت العربية في المنطقة قرونا قبل الإتيان إليهم الأوروبيون بثقافاتهم وحضاراتهم وعلومهم، وكانت العربية هي المفتاح الوحيد الذي به فتح المثقفون النيجيريون الأوائل باب مهارتي القراءة والكتابة، وعن طريقها أيضا ابتكر بعضهم كتابة لغاتهم المحلية بالحروف العربية، ولذا حظيت العربية باحترام كبير وحب عظيم لدى الشعب النيجيري، وتم تأسيس مدارس ومراكز ومعاهد لتعليمها لدى أفراد وجماعات منذ زمن قديم، ثم الحكومات النيجيرية في الفترةة الأخيرة. والعربية في اليوم في البلاد تدرس في جميع المؤسسات التعليمية الخصوصية، والحكومية على المستويات المختلفة، وكان الهدف  الأول من تعلمها في العصور الأولى التمكن في الفهم الصحيح لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ثم تطورهذا الهدف  في العصر الحالي إلى الهدف الثقافي والحضاري والاقتصادي حيث يرمي  إلى اكتساب مهارات اللغة في جميع نواحيها لإعطاء دارسيها فرصة استعمالها لغة حديثة متطورة تفتح لهم نافذة واسعة للاطلاع على العالم الخارجي. وعلى هذا أصبحت العربية في نيجيريا تنافس غيرها من اللغات الأجنبية الراقية. ومن الملحوظ أن خريجي المدارس العربية والمتخصصين فيها حتى في المراحل العليا لايزالون في نظرة إزدراء من قبل أصحاب الثقافات الغربية، ولا يحظى معظمهم بمرتبة سياسية أو إدارية عليا إلا القليل من القليل. لذا جاءت هذه الدراسة للنظر في هذه المشكلة وتحليلها تحليلا أكاديميا يأتي بنتيجة تقلل هذه المشكلة. وقد نسج الباحث على منوال المنهج الوصفي في جمع المعلومات وتحليلها، كما اعتمد على المقابلات الشخصية والاستبانات المعبئة الإلكترونية والورقية. ومن النتايج التي توصلت إليها أن العربية هي اللغة الأولى التي تثقف بها النيجيريون، وأن حظ العلماء بالعربية في سياسة البلاد ضئيل جدا، وأن النظام السياسي وسلوك السياسيين السيئ مما دفع العلماء إلى ابتعادهم عن السياسة. وأخيرا قدمت الورقة توصيات واقتراحات تقلل من هذه الظاهرة وتدفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية  في نيجيريا إلى الأمام.