باحث في سلك الدكتوراه. جامعة عبد المالك السعدي - تطوان
10.21608/jnal.2024.389618
المستخلص
أبرزت لنا قضية النظر المنهجية الاسلامية في التفكير واستنباط الدليل بالحجة والقواعد المنطقية، فالمسلمون وخاصة المغاربة لم يكتفوا لتقرير العقائد والرد على الخصوم بالأدلة النقلية فقط، بل عززوا وجهات نظرهم بالأدلة العقلية وبرعوا في ذلك، فأحمد المنجور من خلال المخطوطات التي قمنا بدراستها في هذه الورقة كشفت لنا الكم الهائل من الطرق العقلية التي استعان بها الرجل للدفاع عن العقيدة المنتشرة بالمغرب، وكذلك حرية التفكير والإبداع والتصنيف الذي كان سائدا إبان حكم السعديين بالمغرب، فمسألة النظر عند المنجور قائمة بالأساس على ضرورة الإلمام الواسع بشتى العلوم والمعارف بهدف الوصول إلى الدليل الصحيح، فعملية التفكير واستنباط الأحكام لا تتم إلا بعد استيعاب العديد من العلوم العقلية والنقلية، فمسألة النظر في القضايا والأمور الدينية والدنيوية ليس مسألة عشوائية، وهو بذلك يخرج عوام الناس وغير الملمين بالعديد من العلوم من دائرة استنباط العقائد وتقرير مصائر الناس، وكذلك يفند وجهات النظر والآراء القائلة بعرقلة التراث الإسلامي لكل اتجاه فكري يعتمد على العقل والمنطق في التفكير وتقديم الحجج والبراهين.