الوقف الصحي في عهد سلاطين الدولة المغربية‎ ‎من خلال عدوتي الرباط وسلا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط - جامعة ‏القرويين

المستخلص

اهتم المسلمون في ظل الحضارة الإسلامية بالعلوم الطبية والصحية، وبرز منهم علماء أفذاذ، في الوقت الذي كان فيه الغرب يجهلون الكثير عن بعض العلوم الطبية الدقيقة. والمجتمعات الإسلامية اهتمت بالمرض العضوي والنفسي على حد سواء، وأعطته قدرا من الأهمية كباقي الأمراض الأخرى عن طريق إنشاء المؤسسات الصحية، والتي تعتبر بحق أهم مظهر من مظاهر الرقي الاجتماعي التي أظهرت العناية الطبية، والتفوق العلمي الذي برع فيه المغاربة ووصلوا به إلى درجة من التطور الحضاري، حيث كانت رسالة هذه المؤسسات -المارستانات- نبيلة وسامية لا تهدف إلى غايات محددة أو أهداف معينة، وإنما كان قصدها؛ خدمة الإنسانية والمجتمع دون مقابل، لا فرق في ذلك بين الغني والفقير، والمسلم والذمي. وقد لعبت الأوقاف الإسلامية أدوارا هامة عبر مختلف الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، في إنشاء هذه المؤسسات ونهضت بدور اجتماعي واقتصادي حيث مثلت روافد مهمة لبناء المجتمعات، والتصدي لعوامل تصدعها بفعل الفقر والعوز والأوبئة والجوائح الطبيعية وغيرها، كما كان له الأثر الإيجابي في تكييف الأجهزة المسؤولة في الدولة، وتخفيف الوطأة إلى حد بعيد على الميزانية العمومية. حيث خصصت لها أوقاف خاصة بها من أجل تسييرها والقيام بدورها، والإنفاق على الوافدين عليها والقائمين بها، على اعتبار أن الأوقاف حق خالص لجميع طبقات المجتمع، كما أن النظرية العامة التي كان يطبقها الملوك العلويون، اعتبار الأوقاف الإسلامية إرثا خاصا لجماعة المسلمين، وتخصيص مداخيلها وأوفارها للقيام بشعائر الإسلام، وتعليم الدين، ومواساة البؤساء والغرباء، فكانت تنفق على المساجد والمدارس والملاجئ والمارستانات.