الظاهرة القرآنية في فكر مالك ابن نبي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث في سلك الدكتوراه. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل - جامعة عبد ‏المالك السعدي ‏

المستخلص

تجاوز مالك ابن نبي في كتابه "الظاهرة القرآنية" التفسيرات التقليدية المدافعة عن القرآن الكريم، حيث أبان الرجل في كتابه عن طرق جديدة أسهمت في إظهار جوانب خفية لمظاهر أصالة كل من القرآن الكريم وظاهرة النبوة، وقد تأتى لابن نبي ذلك عبر عقده لدراسة قائمة على تفسير القرآن الكريم من خلال استحضاره لعلم الأديان المقارن، فقام في هذا السياق باستحضار تجربتين نبويتين متباعدتين زمانيا ومكانيا وهما تجربة النبي "إرميا" والنبي "محمد ﷺ" لإثبات أصالة ظاهرة النبوة، ومن ثم انتقل لإثبات صحة سند نصوص القرآن الكريم وعدم تأثرها بالروايات الواردة في نصوص العهد القديم أو ببيئة العصر الجاهلي من خلال عقد مقارنة بين الرواية التوراتية والرواية القرآنية لقصة النبي يوسف، وأيضا القيام بدراسة نفسية لحالة الرسول محمد ص قبل البعثة وبعدها، حتي يتسنى له تثبيت أصالة ظاهرة النبوة واستقلالها عن باقي الظواهر. وقد استطاع ابن نبي من خلال دراسته هذه من الرد على دراسات استشراقية عديدة كانت بمجملها تتبنى فرضيات تطعن في أصالة نصوص القرآن الكريم وظاهرة النبوة، وقد توصلنا في ورقتنا هذه إلى أن الظاهرة الدينية عموما تمتلك إجابات عديدة لعدة ظواهر عجز العقل حتى الآن في الإجابة عليها، كما أن الظاهرة القرآنية هي ظاهرة أصيلة شكلا ومضمونا فنصوصها تتضمن جوانب تاريخية وروحية تعضد بعضها البعض وعلى غرار الظاهرة القرآنية نجد الظاهرة النبوية لها أيضا استقلالية تامة عن باقي الظواهر الإنسانية.