جدلية العقل والنقل في الفكر الإسلامي - مدرستي الأشاعرة والمعتزلة ‏أنموذجا ‏

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

من النظريات الكلامية الشهيرة والتي دار فيها الخلاف بين المعتزلة والأشاعرة نظرية ( التحسين والتقبيح العقليين)، وقد بُني هذا الخلاف على مفهومي التحسين والتقبيح العقليين عندهما، وكذلك المرجع في الحكم بالتحسين أو التقبيح على الأفعال، ومن خلال رأي كل منهما في هاتين المسألتين كان لكل منهما رأي مختلف عن الآخر في مسائل كلامية عديدة، تناولت بعضا منها بالبحث والتحليل والمقارنة وبيان ما استند إليه كل من المدرستين من أدلة نقلية وأخرى عقلية. ويهدف البحث إلى بيان أهمية مسألة التحسين والتقبيح عند المعتزلة ، وهي  أيضا لا تقل أهمية عند أهل السنة ـ خصوصا ـ عند الأشاعرة الذين حرصوا علي بيان موقفهم من الحسن والقبح من جهة ، وقاموا بالرد علي المعتزلة فيما قالوا عنه واجب علي الله تعالي وأثبتوا أن الحسن والقبح شرعيان، وعلي ضوء ذلك بنوا قولهم بأنه لا يجب علي الله تعالي شئ، وقولهم بأنه سبحانه وتعالي لا يقبح منه شئ ، ورأينا كيف تكلم المعتزلة في وجوه الحسن والقبح، وبيان أن الحسن إنما يحسن لوجه يقتضي حسنه ، وأن القبيح إنما يقبح لوجه يقتضى قبحه ،  فإذا أدرك العقل حسن فعل في الشاهد قضى بأن هذا الفعل حسن عند الله عز وجل ، فيجب أن يأمر به سبحانه ويمدحه ،وإذا أدراك العقل قبح قضي بأنه لا يجوز أن يقع في افعال الله عز وجل ، بل يجب أن ينهي عنه وأن يذمه، وأن يعاقب عليه، أما دور الشرع في نظر المعتزلة بالنسبة لتحسين والتقبيح فإنه دور الكاشف عن الحسن والقبح كما يتضح ذلك من خلال عرضنا للبحث .