انسجام محتوى مناهج تعليمية اللغة العربية مع تکنولوجيا التعليم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة البويرة / الجزائر

المستخلص

          إنّ اللّغة العربية على الرغم مما تمتلکه من مؤهلات إلا أنّها لا تحظى بالمکانة اللائقة ولقد أصبح مجتمعنا يعاني من أزمة حقيقية تتمثل في تراجع استعمال اللغة العربية في الحياة اليومية وعلى المستوى الرّسمي أيضا في خطاب المسؤولين والوثائق الرسمية و الجامعات واللوحات الإشهارية .... و قد وصل الأمر حتى کتابة الکلام العربي بالأحرف اللاتينية  ووصل مستوى التّراجع أن أصبح العربي يصاب بالخجل أحيانا عندما يتکلم بالعربية معتدين في ذلک بأعذار واهية،  فبعضهم يتهمها بأنّها ليست لغة العلم و التکنولوجيا وآخرون يتهمونها بأنّها لا تضفي على المتکلم بها صفة الإنسان المتحضر وآخرون يرون بأنّ الغاية تبرر الوسيلة وبما أنّ اللغة تعد مجرّد وسيلة فقط فليس ثمة إشکال في التکلم بلغة أجنبية و المساهمة في تطويرها حتى ولو کان ذلک على حساب اللغة الأم ...
بعد هذا الطرح قد يسأل سائل قائلا: هل الخلل في اللغة العربية أم في متکلميها ؟
             الجواب يأتي سريعا ليؤکّد بالقول أنّ العرب کانت أعزّ أيامهم زمن الاعتزاز بلغتهم، فاللغة العربية التي يتهمها البعض اليوم بالقصور هي نفسها التي بُـنيت بها الحضارة العباسية العربية التي بلغت عنان السّماء والتي عمرت ما يقرب ستة قرون (656 ه إلى 1213 ه) وقد ألف بهذه اللغة ابن سينا في الطب والخوارزمي في الرياضيات والبيروني في علم الفلک وابن الهيثم في الفيزياء ... وأتى الاعتراف بعظمة الحضارة العباسية العربية والإسلامية و فضلها على العالم ودورها في تطوير العلوم و بناء الحضارات حتى من قبل المستشرقين المعتدلين ومثاله ما قدّمته المستشرقة الألمانية "زيغريد هونکه" في کتابها "شمس العرب تسطع على الغرب"

[1]   عبد الله قلی و فضیلة حناش، التربیة العامة، المعهد الوطنی لتکوین مستخدمی التربیة و تحسین مستواهم، الحراش، الجزائر، 2009 ، ص 121
[1]   آل محیى، عبد الله یحی، الجودة فی الـعلیم الالکترونی: من التّصمیم إلى استراتیجیات التّعلیم، عمل مقدّم إلى المؤتمر الدّولی للتّعلّم عن بعد، مسقط عمان، 27-29مارس 2006
[1]   منى لعمور، دور الوسائل التّعلیمیة الحدیثة فی التّحصیل الدّراسی للتلمیذ، رسالة ماجستیر، قسم علم الاجتماع، جامعة قسنطینة، 2011/2012 ، ص 62
[1]  نواف سمارة أحمد، الطرق و الأسالیب و دور الوسائل التّعلیمیة فی تدریس العلوم، مرکز یزید للنشر، الأردن، ط1 ، 2005، ص 180
[1]   حلیمة الزّاحی، التّعلیم الالکترونی بالجامعة الجزائریة –مقومات التجسید و عوائق التّطبیق- ، رسالة دکتوراه، قسم علم المکتبات، جامعة قسنطینة، 2011/2012 ،  ص59
[1]  جابر قمیحة، أثر وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئیة فی اللغة العربیة، نادی المدینة المنورة الأدبی، 1418هـ،  ص139
[1]  حسن جمیعی و مصطفى شرابی، الحاسوب فی تعلیم الشریعة و القانون-حالة تطبیقیة بجامعة الإمارات العربیة المتحدة ندوة استخدام اللغة العربیة فی تقنیة المعلومات،   مجلة دولیة محکمة فی اللسانیات العامة ، المجلد: 1  ،المغرب، عام:  1993،  ص 199
[1]  محمد عیسی الطیطی و آخرون: إنتاج الوسائل التعلیمیة، دار عالم الثقافة للنشر و التوزیع، عمان 2008 ، ص 146
[1]   ینظر: المهدی، مجدی صلاح طه، التّعلیم الافتراضی: فلسفته، مقوماته، فرص تطبیقه، القاهرة: دار الجامعة الجدیدة، 2008، ص20
[1]  غسان یوسف قطیط و سمیر عبد سالم الخریسات، الحاسوب و طرق التدریس و التقویم، ط1، دار الثقافة للنشر و التوزیع، عمان، 2009 ص70