مستخلص تأملات في مواقف العلماء من طلب علم الفلسفة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

إن تعلم الفلسفة مما اختلف العلماء في جوازه قديما وحديثا، بيد أن الإسلام قد دعا إلى طلب كل علم نافع، لذا، رأينا في هذه العجالة أن نتتبع مواقف العلماء من طلب علم الفلسفة، وذلك بالرجوع إلى المصادر والمراجع في علم الفلسفة، وقد توصلنا من خلال هذا البحث إلى أن بعض العلماء مثل الكندي، والفارابي، وابن سينا، رأوا أن تعلم الفلسفة من أوجب الواجبات، بينما ذهب أمثال ابن الصلاح، والسيوطي إلى أنه من الموبقات، وتوسط آخرون مثل ابن رشد فرأوا وجوب تعلمه بالشروط، وكذلك ثبت أن الفلسفة ليست علما مستقلا بنفسه، بل تدخل الفلسفة في الهندسة، والحساب، والطب، ، والإلهيات،، وبذلك تختلف عن علم الكلام الذي هو إثبات العقائد الدينية بالحجج العقلية. وقد حرم بعض العلماء تعلم الفلسفة ظنا منهم أن الفلسفة مرادفة لعلم الكلام، وليس الأمر كذلك، بل منها ما هو نافع، ومنها ما هو ضار، ولذلك نص الإمام الغزالي الذي ألف "تهافت الفلاسفة" في رد على الفلاسفة في باب الإلهيات على أن تعلم فلسفة الهندسة مباحة ما لم يفض إلى فساد الاعتقاد، أما تعلم الفلسفة في باب الإلهيات فحرام عند جمهور أهل العلم إذ الأصل عند الفلاسفة تقديم العقل على النقل في باب الاعتقاد. هذا، وقد أجاز بعضهم تعلم الفلسفة في باب الإلهيات للدفاع عن العقيدة، إذ طلب العلم الذي يمكن من الدفاع عن العقيدة يعد علما نافعا، وذلك بثلاثة شروط، وهي: أن يكون المنشغل بها متمكنا في العقيدة الإسلامية، وأن يكون تعلمها بقصد رد على الملاحدة من الفلاسفة، وأن تكون إليها حاجة.